Ash-Shaikh H. Abdul Nazar

Welcome to
official website of
Ash-Shaikh
H. Abdul Nazar

مرحبا بكم
في الموقع الرسمي
لفضيلة الشيخ
عبد الناصر بن حنيفة

من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين

 

Articles

مـن الـقــلـب إلـى الـقــلـب


فـي حـفـظ اللـه وفـي كـنـفـه! يـا شـيـخـنـا الـمـاجـد رضـا راشـد،

في حين تودعكم الجامعة الرحمانية بمجلسها الإداري ومديرها وأساتذتها وتلامذتها وموظفيها حزينة، باكية أشاطرها حزنها وبكاءها.

إنها حقا توديع أستاذ كان إحدى دعائم الرحمانية في هذه الأيام وخدم الرحمانية بكل جنانه وكيانه حق خدمة وأشرب في قلبه الرحمانية. وأحبها وأحبته.

ولم يكن الشيخ رضا أستاذا عاديا يكتفي بمحاضرة الطلبة، بل عايشهم وكان أحدهم جسدا وروحا. ولمس نبضة قلوبهم ورغبة صدورهم. فمنحهم من العلم والأدب واللغة ما يحتاجون. ولم يبخل عليهم بشئ. والطلاب خير شاهد على ما أقول.

وما هي إلا ثلاث سنين. كأنها ثلاثون سنة. ثلاثة أعوام تترك أثر ثلاثين عاما. عجيب! وليس وراء ذلك إلا مبرة الشيخ المفضال. علم الجاهل. وقوم المعوج. وأرشد الحيران. وأجاب السائل. وأسدى المعروف. وأيقظ النائم. ونشط الكسول. واستنهض الهمم. واقترب من الجميع. واحترم أهل العلم. ووقر الكبير. ورحم الصغير. وعرف لأهل الفضل فضلهم.

أيام الشيخ رضا في سريلانكا رابحة. وجهوده فيها مشكورة. وإنجازاته فيها محمودة. وأحلامه فيها كثيرة. تحقق بعضها. وبقي جلها.

كان الشيخ رضا دائم الفكر في مستوى الطلبة العلمي، يأسف على الجمود التعليمي الذي ألم بالكليات والتلامذة. وفكر وخطط لأجل ترقيتهم في العلم واللغة والأدب. وكان الطلاب موضع اهتمامه الأول دائما.

والشيخ رضا عطية من الله بها على الرحمانية خصوصا وعلى سريلانكا عموما. فابتل في وابل عطائه الرحمانية وبقية الكليات.

لم أكن قريبا من الشيخ رضا أيام بعثته في سريلانكا من حيث اللقاء والزيارة، بيد أننا كنا نلتقي غبا في الرحمانية. وهذه اللقاءات الودية والعلمية من حين لآخر أحدثت في أذهاننا انطباعات كثيرة. ولقد تعجبت، بل فوجئت عندما علمت أن الشيخ رضا كتب عن هذا الفقير مقالا قبل أن يراني. ولم أتمالك نفسي حينما قال في أول لقاء بي أمام جمع من العلماء: "إني أحببته (أى هذا الفقير) قبل أن أراه".

لكل اجتماع افتراق. آن لكم أن تفارقونا يا شيخنا المعطاء حسب لوائح بعثة الأزهر. نظمأ إليكم. فنود وندعو الله أن يعيدكم إلينا لخدمة الدين والعلم واللغة والأدب على أرض سريلانكا الخضراء.

إنه فراق بدن لا روح. أنتم في أذهاننا وأفئدتنا وألسنتنا. ونعتقد أن الطائرة تحملكم وأنتم تحملون ذكريات حلوة وآثارا طيبة لا تزال بإذن الله تعالى غضة، طرية في سويداء بالكم.

هذا مقام عرفان الجميل وأوان أداء واجب الشكر. فننثر عليكم زهر الشكر. ونلبس رأسكم تاج الفخر. ونقبل جبينكم قبلة النصر. شكر الله العليم بالشاكرين حبكم وبذلكم وعطاءكم ووفاءكم وسعيكم. وتقبل منكم الخدمات الجسيمة التي قمتم بها في جزيرة سريلانكا في مجالات التعليم والتربية والدعوة وغيرها وجعلها في ميزان حسناتكم.

ولا يفوتنا في هذه الفرصة أن نتوجه بالشكر الجزيل إلى مصر الحبيبة حكاما ومحكومين وإلى الأزهر الشريف. ونحن في سريلانكا مدينون لحكومة مصر ومشيخة الأزهر دوما على ما يتفضلون به من البعثة على وطننا طيلة هذه السنوات المديدة. والأزهر ما زال قلعة علم. ونسأل الله عز وجل أن يبقيها حصن علم إلى أن يرث الأرض ومن عليها، كما نتضرع إليه سبحانه لأن يكلأ مصر الميمونة وأن يديم عليها نعمه السابغة.

أخيرا لا آخرا نرجو أن نكون أدينا واجب إكرام الضيف نحوكم وحظينا بحسن ظنكم. ونستميحكم عذرا على ما فرط منا من تقصير وإهمال.

ونفسي تواقة إلى تسجيل انطباعاتها كثيرا كثيرا، ولكن يحول دون الأمل العمل. فأترك الباقي إلى يوم في المستقبل. والله المستعان. وعليه التكلان.

نرفع أكف الضراعة إلى الله العزيز المجيد لأن يجعل التوفيق حليفكم والنجاح رفيقكم وأن يمتعكم بالصحة التامة والحياة الطيبة ويرزقكم طول الحياة ويبارك فيكم وفي أهلكم وأنجالكم وأموالكم وأعمالكم وأحوالكم وينفع بكم الإسلام والمسلمين والعباد والبلاد.

يا حبيبنا، في حفظ الله وفي كنفه! صحبتكم السلامة في الحل والترحال! عدتم سالمين، غانمين!

بمداد الحب وقلم اللب .....

محبكم في الله

أبو أواب عبد الناصر بن حنيفة

1438/02/12هـ الموافق لـ2016/11/13م

 

 

Copyright © 2011 - 2018 | All rights reserved to Ash-Shaikh H. Abdul Nazar

Message to us Visit our twitter page Visit our facebook page