In the light of Wah'y :
(He is the one who raised amidst the unlettered people a messenger from among themselves, who recites to them His verses and purifies them and teaches them the Book and the wisdom while they were earlier in open error.” (Al-Qur’an - 62 : 02 “
         
 

 
             
Articles

------------------------------------------------------------------------------------------------------------

 

يوم اللغة العربية في سريلانكا

لقد شهد سريلانكا يوما مشهودا في تاريخها الطويل؛ يوم اللغة العربية مؤخرا. أجل، إن سريلانكا، كما يعرف الجميع، دولة بوذية يعيش فيها المسلمون أقلية، كما تقر حكومتها باللغات الإنجليزية والسنهالية والتاملية لغات رسمية، بينما العربية تحتل مكانا مرموقا بقدر لابأس به في منهج تعليم المدارس الحكومية.

قد تعودت المدارس الحكومية هنا حسب قرار من وزارة التعليم أن تحتفل بيوم الإنجليزية ويوم السنهالية ويوم التاملية سنويا بحيث تقوم بتنظيم مسابقات على المستوى الإقليمي في تلك الأيام بلغاتها ومنح الفائزين للجوائز الثمينة، بينما تضرب صفحا عن الاحتفال بيوم اللغة العربية على الرغم من كون العربية مدرجة في منهجها الدراسي وتدريس الطلاب لها.

بإذن من الله سبحانه لقد قام بعض المثقفين المسلمين باتخاذ الترتيبات اللازمة للاحتفال بيوم اللسان العربي محافظيا واحتفلوا به في 01/02/1418هـ الموافق لـ 07/06/1997م في محافظة سابراجامووا حيث عقدوا مسابقات بين طلبة المدارس في تلاوة القرآن الكريم وحفظه وقراءة النصوص والحوار وإنشاد القصائد وحفظ الأحاديث النبوية والخطابة والنسخ والإملاء والإنشاء والأذان والخط الجميل بالعربية. وكان شعارهم في ذلك اليوم "إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون". حقا كان هذا يوما مشهودا في تاريخ مسلمي سريلانكا يستحق أن يكتب بالخط الذهبي، كما تجدر الإشارة إلى أن بعض المثقفين الأجانب عملوا مع اللجنة المنظمة متكاتفين وبذلوا جهودهم الفخمة في إقامة هذا الاحتفال النبيل.

لقد قضى الحضور للاحتفال العجب من الأطفال الذين ساهموا في المسابقات وحذاقتهم في اللسان العربي. وهذا خير دليل على أن العربية لا تزال في تطور مستمر في هذا القطر البوذي.

ومما لا مجال للخلاف فيه أن اللسان العربي بالنسبة للمسلمين بمنزلة الروح للجسد، إذ هي لغة كتابهم ولغة سنة نبيهم. ولما فترت همم المسلمين الأعاجم عن دراستها صاروا أجساما بلا روح. ويقرؤن القرآن ولا يفطنون لمحتوياته ويستمعون إلى إمامهم في الصلاة ولا يدركون معاني ما يرتله ويمرون بآيات الرحمة ولا يسألونها الله تعالى ويمرون بآيات العذاب ولا يستعيذون به عزوجل منه ويرتلون آيات الجنة ولايشتاقون إليها ويتلون آيات النار ولا يخافون منها. فأين هؤلاء المسلمون من القرآن الكريم؟

أما الجهود الجبارة التي نهضت بها اللجنة المنظمة ليوم اللغة العربية هذا في سريلانكا لأول مرة فتجعلنا نطمئن إلى حيوية الإسلام في أرضها وتستنهض همم المسلمين الفاترة وتأخذ بأيديهم إلى لفت أنظارهم إلى اللسان العربي وربطهم به ربط السمحاق بالعظم وتشجع الجيل الناشئ على حسن تلقيه وإيجاد بيئة عربية. ولاغرو لو صارت العربية لغة أهلية في هذه البلاد حينما تتوالى وتتضاعف هذه الجهود المباركة المخلصة. وآنذاك ينتقل المسلمون هنا من كتب القصص إلى كتاب الله ومن قصة الأسد والثعلب إلى قصة يوسف وإخوته ومن قصة ذات يوم إلى قصة يوم السبت. وبالجملة يتحولون من عالم الخيال إلى عالم الواقع. والله جل وعلا على ذلك قدير.

عبد الناصر بن حنيفة
رئيس قسم الشريعة واللغة العربية بدار العلوم الميزانية، كوروجودا، أكورانا، سريلانكا
سكرتير لجنة الإفتاء بجمعية علماء سريلانكا – فرع بوتالام
12/11/1997م


 
------------------------------------------------------------------------------------------------------------
 

Articles :

* أيـام ليـسـت كالأيـام
* يوم اللغة العربية في سريلانكا

 

 
 
 
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
© Ash-Shaikh Abdul Nazar